1 - من أهمل
تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى ؛ فقد أساء إليه غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد
إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم ، وترك تعليمهم فرائض الدين

وسننه،فأضاعوهم صغارا،فلم ينتفعوا بأنفسهم ، ولم ينفعوا ءاباءهم كبارا ..

2 -
مما يُحتاج إليه غاية الاحتياج : الاعتناء بأمر خُلُقه فإنه ينشأ على ما
عَوَّده عليه المربي في صغره ، فيصعُب عليه تلافي ذلك في كبره ، وتصير الأخلاق
هيئات راسخة له ..

3 - يجب
أن يجنّب الصبي إذا عقل؛ مجالس اللهو والباطل ، وسماع الفحش والبدع ومنطق
السوء ؛ فإنه إذا بسمعه عزَّ عليه مفارقته في الكبر ، وعزّ على وليّه
استنقاذه منه؛فتغيّر العوائد من أصعب الأمور ..

4- ينبغي
لوليه أن يجنبه الكذب والخيانة أعظم مما يُجَنّبُه السُّمّ الناقع،فإنه
متى سَهُلَ له سبيل الكذب والخيانة؛ أفسدَ عليه سعادة الدنيا والآخرة
، وحرمه كل خير ..

5 - يجنبه
الكسل والبطالة والدّعة والراحة ويأخذه بأضدادها ولا يريحه إلا بما تستجمّ
به نفسه وبدنه،فإن الكسل والبطالة لهما عواقب سوء وندم ، وللجد والتعب عواقب
حميدة ، فالسيادة في الدنيا والسعادة في الآخرة؛لا يوصل إليها إلا على جسرمن التعب ..

6- يعوّده الانتباه آخر الليل ؛ فإنه وقت تقسيم الغنائم،وتفريق الجوائز فمُستقل ومُستكثر ومحروم،فمن اعتاد ذلك صغيرا سهل عليه كبيرا ..

7- يجنّبه فضول الطعام والكلام والمنام ومخالطة الأنام فإن الخسارة في هذه الفضلات ، وهي تفوِّت على العبد خير دنياه وآخرته ..

8ـ ليحذر كل
الحذر من تمكينه مما يُزيل عقله من مسكر أو غيره ، أو من عشرة من يخشى فساده
أو كلامه له ؛ فإن ذلك هو الهلاك كله ، ومتى سهل عليه ذلك فقد سهلت عليه
الدياثة ، ولا يدخل الجنة ديوث ، فما أفسد الأبناء مثل تغافل الآباء
وإهمالهم ، واستسهالهم شرر النار بين الثياب ..

9-كم من
والد خسر الدنيا والآخرة وعرّض ولده للهلاك وكل هذا من عواقب تفريط الآباء ..
في حقوق الله وإضاعتهم لها ، وإعراضهم عما أوجبه الله عليهم من العلم
النافع ، والعمل الصالح ؛حرمهم من الانتفاع بأولادهم ، وحرم الأولاد خيرهم
ونفعهم لهم ؛ وهو من عقوبة الآباءاهـ .. والله أعلم